باســم اللــه الــذي خلــق البشــر جميعــا متســاوين فــي الحقــوق والواجبــات والكرامــة، ودعاهــم للعيــش كإخــوة فيمــا بينهــم ليعمــروا الأرض، وينشــروا فيهــا قيــم الخيــر والمحبــة والســلام.
انطلاقــاً مــن وثيقــة "الأخــوة الإنســانية" التــي وقعهــا قبــل عــام مضــى فــي أبــو ظبــى؛ فضيلــة الإمــام الأكبــر الأســتاذ الدكتــور أحمــد الطيــب شــيخ الأزهــر الشــريف؛ وقداســة البابــا فرانســيس الثانــي بابــا الكنيســة الكاثوليكيــة بالفاتيــكان مــن أجــل الســلام العالمــي والعيــش المشــترك؛ وتأسيســاً علــى مــا ارتكــزت عليــه مواثيــق الشــرف الإعلاميــة والمهنيــة التــي وضعتهــا الهيئــات والاتحــادات والمؤسســات الإعلاميــة فــي العالــم؛ وإيمانــاً مــن أبنــاء المجتمــع الإعلامــي والصحفــي فــي العالــم العربــي، ودعمــاً لثقافــة التنظيــم المهنــي الذاتــي للجماعــات المهنيــة.
نؤكــد نحــن الموقعــون علــى هــذه "الوثيقــة" باعتبارهــا ميثاقــاً مهنيــاً وأخلاقيــاً للممارســات الإعلاميــة فــي كل مــا يخــص القضايــا الإنســانية، علــى أهميــة العمــل علــى نشــر ثقافــة الأخــوة الإنســانية، والاســتفادة مــن الــدور الكبيــر الــذي يقــوم بــه الإعــلام لتشــكيل الوعــي لــدى عمــوم النــاس، بمــا لا يتســبب فــي تأجيــج مشــاعر التمييــز والعنصريــة والطائفيــة والكراهيــة بيــن البشــر.
لذلــك اجتمعنــا فــي أرض التســامح بالعاصمــة الإماراتيــة أبوظبــي يومــي الثالــث والرابــع مــن فبرايــر 2020، بدعــوة كريمــة مــن مجلــس حكمــاء المســلمين، وفــي اعتبارنــا أننــا أصبحنــا نواجــه اليــوم العديــد مــن الممارســات الإعلاميــة التــي ينتهجهــا البعــض بقصــد أو بــدون، بمــا يخلــق حالــة مــن إثــارة النزعــات غيــر الأخلاقيــة بيــن البشــر، وتأجيــج الفتــن والكراهيــة والتمييــز، والابتعــاد عــن المعاييــر الأخلاقيــة والقانونيــة. ومخالفــة الهــدف الرئيــس للرســالة الإعلاميــة كعامــل مؤثــر بالإيجــاب فــي المجتمعــات.
لــذ ا نقــدم هــذه "المدونة" ومــا تتضمنــه مــن مبــادىء وآليات لتحقيقهــا ونشــرها والتدريــب عليهــا وتحويلهـا إلــى جــزء مــن الوعــي القيمــي لــكل إعلامــي وصحافــي، وملمــح رئيــس مــن الممارســات المهنيــة الإعلاميــة العربية والدوليــة، مــا يجعلهــا ميثــاق شــرف يلتــزم بــه الجميــع أخلاقيــاً، وتنبثــق منــه مبــادىء أســاس لضبــط الممارسـة المهنيــة.
ونأمــل مــن الهيئــات الإعلاميــة والمؤسســات والجماعــة المهنيــة فــي العالــم العربــي أن تتعــاون معنــا وفيمــا بينهــا مــن أجــل نشــر ثقافــة "الأخــوة الإنســانية" بمــا يســاهم فــي تعزيــز الســلم والتعايــش فــي المجتمعــات، ومكافحــة الكراهيــة، وتحقيــق الاســتقرار ودعــم التنميــة العادلــة وصيانــة حقــوق الضعفــاء.
ونعلن التزامنا الأخلاقي والمهني والإنساني بالمبادئ العشرين التالية:
التأكيد على كافة الحقوق الأصيلة للإعلاميين، وفي صدارتها حرية الفكر والرأي والتعبير والإبداع، باعتبارها حقاً أصيلاً لا تكتمل مسؤولية الإعلامي بدونه.
دعم قيم العدل والحق والمساواة وقبول الآخر، وتعزيز المواطنة والاندماج والعيش المشترك.
نبذ الخطابات التي تهدد مبدأ حرية الاعتقاد، واحترام التعدد والتنوع الفكري.
عدم نشر أو ترويج أي خطاب للكراهية، وتجنب أي محتوى إعلامي محوره المقارنات بين الأديان والعقائد والمذاهب أو الطعن فيها وازدرائها.. والابتعاد عن استخدام المصطلحات التي يرى أصحاب الديانات والأعراق والأجناس المقصودين بها أن تمثل إساءة لهم وحطاً من شأنهم.
الامتناع عن عرض أو نشر أو إذاعة أو ترويج الفتاوى الدينية المنسوبة لغير جهات الاختصاص
إبراز أثر جرائم الحرب والعنف التي يدفع ثمنها الفادح المدنيون الأبرياء، والابتعاد عن تبني أو ترويج المواقف التي من شأنها إذكاء الحروب وزعزعة الاستقرار الإنساني
الالتزام بدعم النازحين وضحايا الحروب والنزاعات والجرائم الإرهابية، والكوارث الطبيعية، وحشد الرأي العام المحلي والدولي للتنبه لمشكلاتهم ومآسيهم، ووصفهم بالأوصاف التي تقرها القوانين والمواثيق الدولية
مراعاة البعد الإنساني في التغطية الإعلامية للجرائم والنزاعات والحوادث الإرهابية
التأكيد على حرمة الدم بغض النظر عن الدين أو الجنس أو العرق واللون، وعدم ترويج الخطابات التي تبرر القتل
مواجهة الصور النمطية المسيئة التي يحاول البعض ترويجها وترسيخها عن فئات من البشر بسبب معتقداتهم أو أنواعهم أو أشكالهم أو أعراقهم
تشجيع المحتوى الإعلامي الإنساني لإبراز التجارب الإيجابية المتعلقة بقيم الحوار والتسامح والمساواة ونشر الأخوة الإنسانية
دعم نموذج الأسرة في المعالجات الإعلامية، والتركيز على المحتوى الذي يحمي الأسر ويصون بقاءها ويعزز دورها
دمناصرة القضايا العادلة للمرأة، وحقوقها التي أقرتها المواثيق والأعراف الدولية
الاهتمام بقضايا ذوي الاحتياجات الخاصة وعرض متطلباتهم وإبراز مواهبهم وقدراتهم، وعدم استخدام مصطلحات تنتهك كرامتهم
التأكيد على احترام المواثيق والمبادئ الأخلاقية والإعلامية المتعلقة بالأطفال وحقوقهم، وإدانة المتاجرة بطفولتهم البريئة أو انتهاكها بأي صورة
الامتناع عن ازدراء الأديان والنيل من رموزها
تشجيع الجامعات والكليات والمعاهد التي تُدرس الإعلام على تبني هذه المبادئ في مناهجها لإعداد إعلاميين ذوي طابع إنساني
مكافحة التعصب الرياضي، وعدم تغذيته بأي شكل، والالتزام بالأخلاق الرياضية، ومواجهة وكشف الممارسات التي من شأنها إثارة الفتن بين الجماهير
تشجيع النقابات الفنية المختلفة وصُناع المحتوى الدرامي والغنائي على تبني هذه المبادئ، ووضعها في الاعتبار، والتنبيه عبر المحتوى الإعلامي النقدي لأي خرق لها في الأعمال الفنية
دعم العمل الخيري والمبادرات الإنسانية، والترويج لثقافة التطوع والخدمة العامة